-A +A
ناصر مهنا اليحيوي
عاد (كورونا) إلينا بشكل مفزع بعد أن استبشرنا خيرا في عهد وزير الصحة السابق المهندس عادل فقيه، وكدنا ننسى المرض بعد أن تناقص عدد المصابين وقلنا إنه في طريقه للزوال.. ونفاجأ منذ أسابيع قليلة بعودته بشكل شرس وفي مختلف مناطق المملكة.. ولا شك أنه مرض فتاك ومخيف والمشكلة الكبرى أنه ينتقل عن (طريق العدوى).. وهنا نطالب بحملة وطنية كبرى شعارها (المصافحة باليد تكفي) فعادة حب الخشوم أكبر عامل مساعد لتمكين هذا المرض من افتراس أكبر عدد ممكن بعد إرادة الله.. فلماذا لا نكتفي بالمصافحة باليد؟.
والمصيبة الكبرى أن هناك عادة تنتشر في المناسبات وخاصة بين فئات المجتمع وهي أن الرجل حينما يدخل المجلس يقوم بمصافحة كل الحاضرين سواء يعرفهم أو لا يعرفهم وأيضا عن طريق السلام على الخدين والأنف... حتى ولو كان الحاضرون بالعشرات.

وهذا مما يساعد على انتشار الأمراض المتعلقة بالجهاز التنفسي سواء رشح أو نزلة شعبية أو خلافه وعلينا إن أردنا تفعيل ذلك أن نبدأ في المدارس والجامعات.. ولا أعتقد أن هناك ما يمنع من رفع شعار للقضاء على هذه العادة التي أصبحت من طقوس مجتمعنا السعودي.. وكأنها شرعية مع العلم أنها أصبحت عادة ضررها أكثر من نفعها.. فالتعبير عن المشاعر لا يكون بملامسة الأنف للأنف أو الخد على الخد.. وإنما بالمصافحة باليد وبالإمكان التعبير لفظيا عن مشاعر الأخ تجاه أخيه.. مع العلم أن البعض إذا لم تقم بتقبيله يعتقد أن في خاطرك أمرا ما تجاهه وسيحتاج الناس وقتا طويلا ليقتنعوا أن السلام عن طريق العناق ليس بالضرورة لتعبر عن مشاعرك تجاه الآخرين. وأعتقد جازما أنه وجب التنبيه عن ذلك عبر المؤسسات التعليمية وعبر الجامعات والمدارس والمعاهد وكذلك في الإعلام بجميع أنواعه.
لقد أثبت الطب بما لا يدع مجالا للشك أن الأمراض المعدية وخاصة ما يتعلق بالجهاز التنفسي أنها تنتقل عبر الملامسة.. فما بالكم حينما يضع الرجل أنفه على أنف أخيه.. والأخذ بالأسباب من باب التوكل،، فهل نحن فاعلون..؟.